في بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، تبذل عائلة قيسية الفلسطينية، رفقة متضامنين من أجل السلام، جهودًا لتفكيك بؤرة استيطانية على أرض تمتلكها بمنطقة المخرور.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

لكن مخاوف العائلة على مصير أرضها تتزايد منذ أن أعلنت "الإدارة المدنية" للاحتلال الإسرائيلي، والتي تخضع لمسؤولية رئيس "الصهيونية الدينية"، وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، عن أنها "أنهت إجراءات الخط الأزرق" التي تهدف إلى دفع خطوات لإقامة مستوطنة جديدة باسم "ناحل حلتس" في الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون" جنوب القدس المحتلة.

الحكومة الإسرائيلية وصفت هذه المستوطنة بأنها "واحدة من خمس مستوطنات" قرر الكابينيت السياسي – الأمني إقامتها بذريعة "الرد على خطوات السلطة الفلسطينية" ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعلى اعتراف دول بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وتبلغ مساحة المستوطنة، حسبما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية، 602 دونم.

وفي حينه، في 14آب/ أغسطس الجاري، أعلن سموتريتش، عبر منصة "إكس"، الشروع بإقامة مستوطنة جديدة في بيت لحم. واعتبر أن ربط الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون" في جنوبي الضفة بالقدس هي "مهمة وطنية". وأوضح أن أن المستوطنة الجديدة "ناحال حاليتز" ستكون ضمن الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون".

وقال سموتريتش: "أنهت الإدارة المدنية (الذراع التنفيذي للجيش الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية) عملها المهني، ونشرت خطًا أزرقًا جديدًا لمستوطنة ناحال حاليتز في غوش عتصيون".

وبيَّن أن "نشر الخط الأزرق يتيح إمكانية البدء بإجراءات إنشاء مستوطنة ناحال حاليتز.. وربط غوش عتصيون بالقدس عبر إنشاء مستوطنة جديدة هو لحظة تاريخية".

"قرار باطل"

وبالعودة قليلاً إلى الوراء، إلى عام 2019؛ هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية متنزهًا ومطعمًا للعائلة في الموقع المطل على بساتين وأراضٍ زراعية تعد متنفسًا لسكان بيت لحم وتطل على مدينة القدس المحتلة، وأقام مستوطنون عليها بؤرة استيطانية.

"قرار الحكومة الإسرائيلية باطل".. هكذا بدأت الشابة أليس، ابنة عائلة قيسية، حديثها في تقرير لوكالة "الأناضول".

(أليس قيسية)

وتابعت: "في تموز (يوليو) الماضي، أقام مستوطنون بحماية من الجيش بؤرة استيطانية على أراضي العائلة، الأمر الذي يهدد كافة الأراضي المحيطة. وهو قرار باطل، والعائلة تملك الأوراق الرسمية بملكية الأرض، وقد كسبت قضية في المحكمة المركزية في القدس بهذا الشأن".

واستدركت: "لكن إسرائيل تستند اليوم إلى قرار الحاكم العسكري والحكومة اليمينية المتطرفة التي تسعى لتوسيع الاستيطان بهدف تهجير السكان. نحن عائلة بسيطة، وبقوة الإيمان أثبتنا أن الأرض ملك خاص ولا حق لأحد فيها، لكنهم مسلحون بعنصر القوة والبطش ويستخدمون المستوطنين المتطرفين لإرهاب السكان".

ورغم القرار الإسرائيلي، قالت أليس: "نصر على التمسك بالأرض، والصمود فيها والدفاع عنها مقاومة"، ودعت إلى الشروع بـ"حملة تضامن" مع أصحاب الأراضي المستهدفة، مشددة على أنه "هذا وقت يجب أن نكون فيه معًا ضد الاستيطان الذي يستهدف كل الأراضي الفلسطينية".

عزل بيت لحم

الناشط الفلسطيني في مكافحة الاستيطان، جميل قصاص، أشار في حديثه لوكالة "الأناضول"، إلى أن القرار الإسرائيلي يهدف إلى "السيطرة على أوسع مساحة من الأرض الفلسطينية وربط تجمع غوش عتصيون بالقدس".

وأضاف: "المشروع من شأنه عزل بيت لحم عن القدس المحتلة، والحد من التوسع الطبيعي للسكان الفلسطينيين لصالح الاستيطان"، محذرًا من أن "تنفيذ القرار يعني خسارة السكان وأصحاب الأراضي لأهم موقع في المدينة".

(جميل قصاص)

وانضم قصاص إلى مجموعة من المتضامنين الأجانب للدفاع عن الموقع، وقال: "على الكل أن يدافع عن أرضه بشكل مستميت، الأرض تعني حياة كل فلسطيني".

ولفت إلى البساتين المستهدفة والمزروعة بأشجار الزيتون والعنب واللوز قائلاً: "هذه الأرض غنية بمناظرها الخلابة وبساتينها وتعد متنفس لكل السكان، تسعى إسرائيل لسرقتها".

"سياسة استعمارية"

الخارجية الفلسطينية، وفي بيان، اعتبرت أن إعلان سموتريتش إقامة مستوطنة جديدة على أراضي المواطنين قرب بيت لحم "يندرج في إطار سياسة استعمارية توسعية".

وبيّنت أن هذه السياسة "تتضمن بناء وشرعنة عشرات البؤر العشوائية، وتوسيع المستوطنات القائمة، وشق شبكة كبيرة من الطرق"، مشددة على أن الهدف هو "تحويل جميع المستوطنات إلى تجمع ضخم متصل جغرافيا، يلتهم المساحة الأكبر من أراضي المواطنين في الضفة الغربية المحتلة".

اقرأ/ي أيضًا | تقرير: البؤرة الاستيطانية الجديدة غرب بيت لحم